للتواصل: 00905395987232

أيقونة الجمال والسحر اسطنبول

أيقونة الجمال والسحر . . اسطنبول 

التعريف بمنطقة اسطنبول :

واحدة من أجمل بقاع الأرض ، بيزنطة ، القسطنطينية ، اسطنبول ، أسماء عديدة لتحفة فنية معمارية حرصت امبراطوريات العالم على أن تكون حاضرة لها ، الإغريق ، الفينيقيون ، الرومان ، والعثمانيون  حضارات العالم تعاقبت عليها فأعادت بناءها وتجديدها تاركة بصمتها الفنية والحضارية في شوارعها ومبانيها الأثرية وأوابدها التاريخية ، واليوم ، كأي زمان مضى ، حافظت اسطنبول على أثرها الثقافي ودورها الاقتصادي في دولة تركيا الحديثة .

اسطنبول المنطقة التي تنتمي لكل من القارتين الاوربية والآسيوية ، والتي تتميز بإطلالتها الفريدة على البوسفور ، أضحت قبلة السياح في تركيا والمنطقة ، يشدهم إليها أوابدها الأثرية  وقصورها التاريخية والتي تعد تحفا معمارية فريدة ، إضافة إلى حدائقها ومنتزهاتها وأسواقها ، وسنستعرض في هذا المقال تاريخ منطقة اسطنبول وأصولها إضافة إلى التعريف ببعض معالمها الأكثر الأهمية وجذبا للسياح  والذي سيكون كدليل للسياحة في اسطنبول من خلال تغطيتنا لأبرز المناطق السياحية في اسطنبول ، باعتبار اسطنبول وكما تم تصنيفها بأنها واحدة من أجمل مدن العالم كما أنها إحدى أبرز معالم تركيا .

اسطنبول من الناحية التاريخية :

تشير التنقيبات والاكتشافات الأثرية إلى أن تواجد الإنسان في منطقة اسطنبول يعود إلى الفترة ما بين 3500- 5500 قبل الميلاد ، وهي فترة العهد النحاسي ، أما تشييد اسطنبول كمدينة ، فقد كان ذلك على يد الإغريق في القرن السابع قبل الميلاد حيث أطلقوا عليها اسم " بيزنطة " أو " بيزنتيون " ،  فيما أسماها سيبتيموس سيفيروس " أوغستا انتونينا " ، وذلك قبل أن يعلنها الإمبراطور قسطنطين الأول عاصمة للإمبراطورية الرومانية البيزنطية ويسمها " نوفا روما "  أو " روما الجديدة " ، وبعد وفاة قسطنطين الأول تحول اسم المدينة إلى قسطنطينوبوليس ، وقد ازدهرت المدينة في عهد الامبراطورية البيزنطية بعد أن قام الأباطرة الأوائل بنقل ثروات العالم إليها ، فازدهرت فيها التجارة والحركة العمرانية ، وأقيم فيها ميدان للخيول والعديد من الموانئ ومرافق المياه .

فتح العثمانيون المدينة سنة 1453 م بعد حصار طويل لها ، وقد كانت لهم بصمتهم المميزة فيها ، فقد أضحت في عهدهم تحفة هندسية ومعمارية بعد أن شيدوا فيها القصور والمساجد والمدارس والأسواق ، رافق ذلك ازدهار حركة التجارة فيها ، بحيث أصبحت منطقة اسطنبول من أهم مراكز التجارة في العالم .

 جاء العصر الحديث واستمرت خلاله اسطنبول عاصمة للثقافة والتجارة رغم تحول عاصمة تركيا إلى أنقرة ، وذلك بعد أن كانت اسطنبول  أو القسطنطينية  أو بيزنطة عاصمة لمختلف الحضارات لمدة جاوزت الألفين وخمسمئة عام .

مسجد السلطان أحمد : 

من أهم الأوابد التاريخية وأشهر المساجد في منطقة اسطنبول مسجد السلطان أحمد ، أو جامع السلطان أحمد أو الجامع الأزرق كما يسميه السياح ، بني بإشراف محمد اغا أحد أشهر المعماريين الأتراك  بأمر من السلطان أحمد الأول وأكمل بناؤه سنة 1616م .

يقع مسجد السلطان أحمد مقابل متحف ايا صوفيا من الناحية الجنوبية وشرق ميدان السبق البيزنطي القديم ، وتظهر للمسجد من الخارج ست مآذن وخمس قباب كبيرة وثمان صغيرة ، أما من الداخل ، فيأخذ مسجد السلطان أحمد من الداخل شكل مستطيل تتوسطه قبة رئيسية بارتفاع 43 متراً ً ، وكل ركن من أركان المسجد مغطى بقباب صغيرة بها عدد كبير من النوافذ المنفذة للضوء ، وبهذا التصميم الهندسي تضافرت الفنون الإسلامية في الهندسة والعمارة مع الهندسة المسيحية البيزنطية لتنتج تحفة معمارية هي مسجد السلطان أحمد الأول  أو الجامع الأزرق ، والذي عرف بهذا الاسم نسبة إلى اللون الذي يغلب على الزجاج والزخارف وإضاءة المسجد .

مسجد ايا صوفيا :

يعتبر مسجد ايا صوفيا رمزًا ثقافيًا ومعماريًا وأيقونة لكل من الحضارات البيزنطية و المسيحيَّة الأرثوذكسيَّة والإسلامية العثمانية ، فايا صوفيا بناء تاريخي للعبادة يقع على الضفة الأوروبيَّة  في مدينة إسطنبول ، أنشئ في عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول في العام 537م ليكون كاتدرائيةً للبطريركية المسيحية الأرثوذكسية ، وذلك بإشراف المهندسين المعماريين إيزيدور الملاطي‏ وأنتيميوس الترالسي وكلاهما من اسيا الوسطى ، وعند إتمام بنائها ظهرت ايا صوفيا كأكبر مبنى في العالم  ، واعتبرت في وقتها جوهرة العمارة البيزنطية .

وفي أثناء الحملة الصليبية الرابعة في العام 1204 م ، حوَّل الإفرنج الكاتدرائية الأرثوذكسيَّة إلى كاتدرائية رومانية ، ثم عادت كاتدرائية أرثوذكسية شرقية عند استرداد الإمبراطورية البيزنطية أراضيها من الصليبيين عام 1261 م . 

وعند فتح العثمانيون المسلمون القسطنطينية عام 1453 م بقيادة السلطان محمد الثاني " الفاتح " تم تحويل ايا صوفيا إلى مسجد و رفع الاذان فيها لأول مرة ،  وانتقل حينها مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية إلى كنيسة الرسل المقدسة ، والتي أصبحت كاتدرائية المدينة . 

ظلّ المبنى مسجداً منذ فتح القسطنطينية وحتى العام 1935 م ، حيث تم تحويله إلى متحف في فترة الجمهورية العلمانية في تركيا ، والذي أصبح من أهم المتاحف في تركيا ويجذب الملايين من السياح سنويا لزيارته ، وفي العام 2020 تم أعيد افتتاحه كمسجد .

قصر دولمة بهتشة :

هو أحد التحف المعمارية في منطقة اسطنبول ، ويقع في منطقة بشكطاش بإسطنبول في تركيا على الساحل الأوروبي من مضيق البوسفور ،  أمر ببنائه السلطان عبد المجيد الأول عام 1843 م ، أما اسم دولمة بهجة فهو  مركب من الكلمتين "  دولمة"   و " باغجة"  ،  فكلمة " دولمة" هي كلمة تركية تعني ما رُدم بالتراب ، أما كلمة "  باغجة  " فهي كلمة فارسية تعني الحديقة الصغيرة ، فدولمة باغجة تعني  "الحديقة المردومة " ، وقد سمي القصر بهذا الاسم نظراً لأن الأرض التي شُيد عليها القصر كان ميناء طبيعيا على البوسفور  تم ردمه وغمره بالتراب .

يتألف قصر دولمة بهجة المشهور بجمال تصميمه وفخامة أثاثه ومرافقه من ثلاثة أقسام هي قسم السلام " السلاملك " ، وقسم المعايدة ، وقسم الحريم " الحرملك " ، كما يضم القصر 285 غرفة ، 43 صالونا ، 6 حمامات ، 43 مرحاضا ، كما أن للقصر برجا تعلوه ساعة على ارتفاع 27 مترا ، وبجانب القصر يتمركز متحف الفن الذي يحتوي على لوحات فنية رائعة .

اسطنبول هي سجل الحضارة عبر الزمان ، يستطيع السائح أن يقلب صفحات التاريخ وهو يتجول في شوارعها ، يقف مشدوها بجمال قصورها ومساجدها ، ينظر بإجلال إلى عبقرية معمارييها ، ويتمتع بسحر طبيعتها ومناخها اللطيف المعتدل ، هذا ما جعل اسطنبول مقصدا لملايين السياح حول العالم ، والذين تحتم عليهم تكرار زيارتها سنويا في رحلة حج إلى قبلة الجمال في المنطقة ، فإسطنبول ليست محض مدينة إنها متعة الناظر ورحلة المشتاق .


 

Powered By BeeSoft BeeSoft.me
WhatsApp